* حادث معهـد الأورام الذى أودى بحياة العديد من المرضى، ناس ذهبوا على أمل أن يعودوا أصحاء \، فاشتعلت فيهم نار التفجيرات، فعادوا موتى لتكتمل الفجيعة، فجيعة المرض وفجيعة النهاية المأساوية!
* مثل هذا الحادث المؤلم أثبت أن الورم ليس فى جسد المرضى، ولكنــه فى جسد الوطن، والوطن يصرخ: متى يتم إستئصال هذا الورم الخبيث ؟
* إن المتـاريس التى تقـام لحمايــة الكنائس وأقسـام الشرطــة والجهـــات السياديــة، كان يجب أن توضع مثلها أمام معهد الأورام لتوفيــر الحماية للمرضى، ولكن حماية ليست من نوعيــة الوقوف بالسلاح، إنها حمايـة من نـوع خاص، حماية نفسية قبل أن تكون حماية أمنية، فهذه النوعية من الحماية غير متوفرة فى مستشفيات وزارة الصحة!
* فتوفير الحمايــة النفسيـة للمريض يكـون بالإهتمــام والرعايــة وتوفير العـــلاج، والإستجابــة لطلبــات المريض، فالمريض مثــل الغريـق الذى يتشبث بقشــة، والقشـة هنـا هى الأمل الذى يجب أن تزرعه الدولـــة فى نفس المريض!!
* وكمــا أن القمـح والأرز والـورد لايزرعــه إلا متخصص، كذلك الأمـــل لايزرعــه إلا متخصص، ففى مجــال الطب والصحـــة يكـون الأمــــل فى الخبــرات العلميـة، فلا الحُقنــة ولا البرشــامــة وحدهـــا البــاعثـــة على الأمــل، فالأمــل فى اليـد التى تقدمها !!
* هذه اليــد لايحتاجها مرضى معهد الأورام وحدهم، فالأصحاء أيضا فى حاجــة لها، وإلا تحــول الجميــع إلى مرضى، فمــا الأمراض إلا نتــــاج الإهمـال وضغوط الحيــاة من ناحية، وضغوط النظام من ناحية أخرى!!
* فيجب ان تتوقف الدولــة عن ممارســة الضغوط على المواطن، ويجب أيضـا أن تتوقف عن النظـر للمواطن نظـرة الصيـّاد للفريســة، فالمواطن لايجب أن يكون على مر الزمان هو كبش الفــداء!!
* فمن حق المواطن أن يستريح وأن يتنعـم، وأن تمنحه الدولة حق الثقة فى النفس، حتى يظــل يهتف "لــــو لـم أكن مصريـــا لـوددت أن أكــون مصريــا"!!
* لكن أن تتركه الدولـة هكذا وتغني "إن كان فى أرضك مات شهيد، فيه ألف غيره بيتولد"، فلا لـوم على المواطن المصـرى، الذى تــربى على "أنـــا المصرى كريــم العنصريـــن" ، إذا غنى "خـــدوا عينى شوفــوا ... الإهمال بيهـا"!!
ــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن
من المشهد الأسبوعي .. غدا مع الباعة
محطـــات| وَرَم فى جسد الوطن!
